بقلم : يوسف الشافعي (البطولة)
بعدما انسحب في صمت من ممارسة كرة القدم وابتعد عن اقتفاء آثار والده الحارس البرتغالي الكبير "فيليكس" .. لم يتنبأ الكثيرون في محيطه بأنه سيصبح ذلك الرجل الذي سيشغل الدنيا وسيرسم الابتسامة على محيا الملايين من الجماهير عبر أرجاء المعمورة.
لم يكن غريبا على شخص كان ينهمك في تحليل المباريات التي شارك فيها بإنشاء تقارير مفصلة "تكتيكية" كاملة .. كان ينتقد كل ثغرة في المباريات وكان يصنف نفسه كلاعب عادي .. حينها ظن والده 'فيليكس' أن خروجه وانسحابه من السباق سيشكل فشلا ووصمة عار ستلاحقه طيلة حياته .. لكن العكس هو ما حدث لأنه اليوم هو "السبيشال وان" جوزيه مورينيو..
بدأ مورينيو المسيرة في مجال كرة القدم من عاصمة "الأزياء" البرتغالية مدينة أندورا ، حيث كان يعاين طرق التدريب ، لكنه فَرَّ من الملل صوب سيتوبال وتملكه اليأس .. ليعود إلى كَنَفِ والده الذي تمكن من تنصيبه كمترجم في نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي..
طموحه وحلمه في دخول عالم كرة القدم لم يصطدم في هذا الحد حتى وصل به لمحطة برشلونة رفقة المدرب الانجليزي التاريخي بوبي روبسون بعد المرور من لشبونة وبورتو .. محطة برشلونة أغرَت "السبيشال وان" وجعلته يودع بوبي روبسون الذي رحل صوب ايندهوفن حينها..
استمر في ترجمة كل يخرج من ألسنة المدربين ، لكن دماغه عَامِرٌ بعلم كرة القدم ، حيث تحول حينها للعمل كمساعد أول للمدرب الهولندي فان غال في برشلونة ، قبل أن يخرج مرة أخرى صوب بنفيكا لكنها المرة الأولى كمدرب أول .. خرج "السبيشال وان" من جديد وفي رصيده 9 نقاط لأنه أحب العمل في ظروف جيدة بعيدة عن الاستصغار وانطلق في رحلة المجد من بلدة صغيرة "أونيو ليغالي" وقاده فريقها لكأس الاتحاد الأوربي..
لم يستطيع نادي بورتو صبرا وقام بالتعاقد بشكل رسمي مع مورينيو في يناير 2001 .. أشهر قليلة على رأس الفريق وبدأ "السبيشال وان" في حصد الأرقام والألقاب وتوجها بلقب دوري أبطال أوربا ليخرج صوب تجربة جديدة تاركا نادي بورتو يتخبط باحثا عن أمجاد جوزيه مورينيو .. لتتأكد فرضية الحياة الصعبة بعد مورينيو
خروجه صوب تشيلسي لم يكون لكسب الشهرة فقط وإنما لنحث اسمه بأحرف من ذهب في السجلات الانجليزية والأوربية .. كان له ما أراد وأعاد هيبة "البلوز" محليا قبل أن استعصاء الأمور أوربيا لسبب أو لآخر .. مشاكله مع مالك النادي رومان أبراموفيتش عجلته بخروجه أنفة .. لأنه يملك عزة نفس و"كاريزما" الكبار .. رغم التتويج الأوربي للبلوز إلا أن الحياة في غيابه كانت صعبة في الستامفورد بريدج ونادت الجماهير وهللت اسمه طويلا..
ولأنه يعشق التحديات .. قَبِلَ رهان تدريب "النيراتزوري" انتر ميلان وتسلم ارث المالك ماسيمو موراتي قبل أن يحقق له حلمه ويقوده لدوري أبطال أوربا الذي غاب عن خزائن انتر ميلان لفترة فاقت 5 عقود من الزمن .. رحل الرجل عن الانتر وترك موراتي كاليتيم .. خير دليل على الحديث هو بيع موراتي لقسط كبير من أسهمه في النادي لأحد رجال الأعمال..
حلم ريَال مدريد راود "السبيشال وان" طويلا حتى جاء به الرئيس فلورينتينو بيريز من أجل هدف واحد وهو لقب دوري أبطال أوربا .. أعاد مورينيو هيبة الملكي في إسبانيا وأوربا .. قاد جلاد أندية أوربا إلى المربع الذهبي لأغلى المسابقات الأوربية وهو الفريق الذي خرج من ثمن نهائي الكأس ذات الأذنين لسبع مرات على التوالي .. خرج مورينيو من مدريد في خضم المشاكل مع الصحافة .. كاسياس ..وأمور أخرى ...
الحياة في مدريد بعد مورينيو "صعبة" .. تكَرَّست هذه الفكرة في كلاسيكو "الكامب نو" بعد هزيمة الملكي أمام برشلونة بعد حقبة مورينيو ..
لا يمكن الحكم على ريَال مدريد من الآن .. لكن الحياة بعد مورينيو "صعبة"..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق