الأربعاء، 3 أبريل 2013

الحوت الرجل



يمرّ الحظ أحياناً بقرب الرجل، الحوت فيجده يحلم أو يتأمل نجماً يلمع في أديم السماء، يتركه مُسرعاً في اتجاه أشخاص آخريـن دون أن يدرك صاحب الحلم أنه فوّت على نفسه فرصة نجاح حقيقي، هل يُسمى ذلك ضعفاً أم فشلا ً ؟ لا هذا ولا ذاك، لأن في استطاعة هذا الرجل، لو أراد السعي وراء الرزق، الوصول إلى أعلى قمم النجاح بفضل حدسه الموروث عن الإله نبتون.

من أبرز مظاهر شخصية رجل برج الحوت الفضول الخالي من سوء النية أو الدهشة أو المقاضاة لسلوك الغير، إنـّه يُـثرثر أحياناً قبل أن يُفكر فيكشف عن بعض الأسرار المتعلقة بغيره دون قصد ولكنه يرفض بالمقابل البوح بشيء مهما تكن الدوافع والظروف إذا طـُلب منه الكتمان، وهو يتكلم بتؤدة ويفكر بهدوء ويحاول عدم التدخل فيما لا يعنيه ولكن مشاكل الغير تلاحقه على الرغم منه، وقد يكون السبب موهبة الإصغاء عنده وقدرته على امتصاص الآلام والأحزان كأنها ملكه الخاص، يجب على أصدقائه وأقاربه أن يُراعوا صحته فلا يُحمّـلوه أكثر مما يستطيع وأن يتـفهمّوا حاجته إلى الراحة والصمت والعزلة لاستعادة ما فقد في سبيلهم من نشاط وحيوية، هذا الرجل إنسان خجول حساس يُجرَح بسرعة ويتطلب من الآخرين الإعجاب والتـشجيع لاعتقاده أنه محدود الكفاءة، ومع ذلك يتمتع بقابلية عظيمة لليوغا والسحر والفلك والتقمص والعلوم الباطنية الأخرى، في استطاعته قراءة الأفكار، ومعرفة ما سيحدث، والتـظاهر بعكس ما يضمر في بعض الأحيان، وهو بامتلاكه بعض الأسرار يشعر بالراحة والطمأنينة.
يتوقع هذا الرجل من المرأة التي يُحبها الإخلاص والوفاء التامين، وفي الوقت ذاته يرفض التخلــّي عن أصدقائه العديديـن من الجنسين الذيـن يقوم بخدمتهم بجميع الوسائل وفي جميع الأوقات الأمر الذي يُـثير غيرة امرأته ونقمتها على الرغم منها، إنه كثير الإعجاب بالجمال، لا يتردد في ملاحقة النساء بنظراته المعبّرة عن إحساسه وشعوره ولو نتج عن ذلك سوء تفاهم بينه وبين من يحبّ، ويمر رجل برج الحوت في فترة قلق وكآبة لا يعرف مصدرهما فيضطر إلى الانزواء في انتظار أن يأتيه اقتراح من زوجته يُبدّل مزاجه المُتعكر، ثم إنه مُبذر لا يستطيع التوفير إلا مع مرور الوقت وبمساعدة زوجته التي تستطيع أن تكون المثـل الأعلى في هذا المضمار، يجد الأولاد في هذا الرجل أكثر من أب، إنه الصديق الذي يُرافق أولاده إلى النزهات والرحلات البحرية ويُعلمهم أصول السباحة والتجديف واليوغا وغيرها، والمربّي الطيب القلب الليـّن العريكة الذي يُصغي إلى المشاكل والمآسي بكل جوارحه، أما التصلب والقسوة فلا يُجيدهما ولا يُريد أن يستعملهما، ويُفضل أن يبقيا من اختصاص زوجته.

يقبل هذا الإنسان التخلي عن أي شيء ما عدا أحلامه التي هي بمثابة روحه، فإذا أرادت زوجته أن تحتـفظ بحبه إلى الأبد، وأن تحول دون هدم سعادتهما معاً، عليها ألا تسخر من هذه الأحلام بأي صورة من الصور، في استطاعتها، عوضاً عن ذلك، أن تـُشجعه على تحويلها كلها أو جزءاً منها إلى واقع بناء وإيجابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق